Search form

Newsletters

دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تدبير الأزمات الشاملة

Press Release | December 18, 2020

تواصلت فعاليات "محادثات حوارات الأطلسي" المنعقدة في إطار دورة هذا العام الافتراضية من المؤتمر السنوي حوارات أطلسية يوم 15 دجنبر/كانون الأول بجلسة حول موضوع "دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تدبير الأزمات الشاملة". وقد أشرف أستاذ الاقتصاد البرازيلي والخبير البارز لدى مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، السيد إدوارد حداد، على تسيير أشغال هذه الجلسة والتي تطرقت لموضوع استعمال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات في أزمنة الأزمة والإجراءات التي اتخذتها بلدان الجنوب ومستوى الارتباط ببلدان الشمال.

 

ذكرت السيدة جانا نيلسون (البرازيل)ـ، وهي للإشارة مسؤولة عن قسم أمريكا اللاتينية في معهد أمازون لخدمات الأنترنيت، أن "التكنولوجيات كانت مصيرية خلال أشهر الجائحة الأولى، ومازالت كذلك إلى حد الساعة. حيث ساعدت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المواطنين في الحصول على معلومات حول الفيروس، عبر تطبيقات كتلك التي استعملت في الأرجنتين وسمحت بتحليل الأعراض وتتبع المخالطين والإخبار عن أعداد الإصابات في كل مدينة. كما ساعدت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العاطلين عن العمل. في البرازيل، تمت معالجة طلبات المساعدات العاجلة بشكل مكثف وبشكل آني. كما تم ضمان استمرارية الخدمات العمومية عبر الأنترنيت، خصوصا في قطاع العدل، بينما تمكن ملايين الطلبة في بلدان مثل مصر من مواصلة مسارهم الدراسي عبر الأنترنيت خلال فترة الحجر. في كولومبيا، تم إحداث منصات التعليم عن بعد في ظرف أسبوع واحد".

وركز السيد برانس بوادو (غانا)، الرئيس المدير العام وأحد مؤسسي ماب تيك لوجستيك المحدودة، على العلاقة بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والشفافية. وقال: "استعملت الصناعة الصيدلية البيانات للقيام بتحاليل معقدة، لكن رسالتي هي كالآتي: ينبغي عليها التفكير فيما تقوم ببيعه، إذ لا يتعلق الأمر بالأدوية واللقاحات، بل بالثقة. ومن المصيري جعل مسلسل إعداد اللقاحات شفافا قدر الإمكان. هذا ويوجد أطباء غير مستعدون لوصف اللقاح، لأنهم غير واثقين ولا مطمئنين بخصوص محتوياته".

 

جوابا على سؤال هل كانت الإجراءات التي اتخذتها بلدان الجنوب لمواجهة الوباء "كافية أو غير كافية"، قالت مؤسسة ومديرة كوستراكت، السيدة جيسيكا برلين (ألمانيا)، أن "الأشهر الأخيرة أظهرت أن التدابير لم تكن كافية في العالم بأسره. حيث لا تصلح دينامية الشمال والجنوب أو الغرب وبقية العالم عند الحديث على هذا الموضوع. لقد كانت جهود رواندا والسنغال أفضل مما قامت به بعض أغنى الدول في الغرب. أتواجد في ألمانيا، حيت سيتم تطبيق حجر ابتداءا من 16 دجنبر/كانون الأول لمدة شهر كامل تدابيرنا وإجراءاتنا المتخذة لم تكن كافية".

وذكرت "لقد أصبح العمل من البيت والندوات المرئية هو القاعدة الجديدة، لكن يسري هذا الأمر فقط على أصحاب الياقات البيضاء والأشخاص المرتبطين بالأنترنيت". وأقرت أنه لا وجود لفرضية ارتباط متزايد بين المانحين في الشمال والمستفيدين من المساعدات في الجنوب، وقالت: "إن الأولوية الأولى بالنسبة للمانحين، كما رأينا خلال الأزمة، هي مواطنو بلدانهم. وتعلم الحكومات الأفريقية والآسيوية أن عليها اللجوء إلى القدرات الوطنية. علاوة على هذه الدينامية، سيكون الابتكار المحلي في البلدان النامية أكثر نجاعة وفعالية من أي حلول مستوردة. لقد قدم بعض المقاولين الأفارقة ابتكارات خلال الأزمة. في غانا مثلا، تمت إعادة تدوير براميل النفط، وأعدت لتصير أماكن لتنظيف اليدين في الفضاءات العمومية عبر الطاقة الشمسية".

وسلط نائب الرئيس المكلف بالشؤون الأكاديمية وأستاذ تكنولوجيات المعلومات والاتصالات بالجامعة الأمريكية في نيجيريا، السيد محمدو م. و. كاه (غامبيا)، على ما يعتبر ميزة تكنولوجيات المعلومات والاتصالات الأولى، أي "المرونة في الاستجابة تحت ضغط الاستعجال". غير أنه تعامل بحذر مع الحديث عن الطابع "المنقذ" للأنترنيت في منصات التعليم عن بعد التي انتشرت في أفريقيا وفي بقية العالم خلال أزمة كوفيد 19: "تسمح تكنولوجيات المعلومات والاتصالات بهدم التعليم وإعادة بناء التربية. لقد قمنا بتغيير طريقة تعلمنا، وأصبحنا قادرين على القيام بذلك في أي مكان من العالم. لا تعتبر تكنولوجيات المعلومات والاتصالات الحل الناجع، إنها تسهل دون شك الوصول إلى الدروس عن بعد، لكنها لا تعوض وجود العنصر البشري كالمربين ولا أهمية التعليم الحضوري في اكتساب المعرفة. وقد أنهى بعض الطلبة السنة الدراسية خلال هذه الأزمة بنتائج أقل مما كانوا يحصلون عليه".

 

أثر فيروس كوفيد 19 على أسواق الطاقة والانتقال الطاقي

 

   تواصلت يوم 16 دجنبر " محادثات AD " من الدورة الخاصة بحوارات الأطلسي على الانترنيت حول موضوع " أثر فيروس كوفيد 19 على أسواق الطاقة والانتقال الطاقي" وقد أتاح النقاش الذي أدارته ريم برحاب الخبيرة الاقتصادية في مركز السياسات للجنوب الجديد رسم صورة حول الانتقال المتعلق بالطاقة من زاوية أطلسية أوسع.

   وقام أندرياس كريمر Andreas Kraemer  (ألمانيا) مؤسس المعهد البيئي بإلقاء إطلالة على بلدان المحيط الأطلسي من أجل وصف الوضع هناك:  " فأمريكا اللاتينية بالكاد تبتكر في هذا المجال، باستثناء الميثانول في البرازيل. ودولة النفط الفنزويلية تشكك في مستقبل كولومبيا. أما في أمريكا الشمالية فإن الطاقات المتجددة تتقدم بفعل الاستهلاك الضخم والإمكانيات الهائلة. وتتبع أوروبا الصفقة الخضراء للاتحاد الأوروبي حيث سيسخر الجزء الأكبر من الميزانية على مدار السنوات السبع القادمة للانتقال الطاقي. وتتميز إفريقيا بعدم التجانس حيث نجد المغرب وإفريقيا الغربية قد تمكنا فعلا من تطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بينما مازال الفحم مهيمنا في إفريقيا الجنوبية والنفط في أنغولا ونيجيريا. كما تعد الجزائر دولة قوية في مجال الغازات الأحفورية. وهكذا فإننا نلاحظ أن هناك كثيرا من التنوع وقليلا من التكامل مع وجود استهلاك ضعيف. ففي كل مكان تتقدم الطاقات الخضراء وينخفض الغاز والنفط والفحم في الوقت الذي تسمح فيه التكنولوجيا بتحقيق مكاسب على مستوى الفعالية ".

   وعلاوة على ذلك، فإن أسعار النفط تراجعت منذ انتشار الجائحة، مما أدى إلى إفلاس قطاع النفط وخاصة النقل " حيث خسرت صناعات الوقود الأحفوري المعركة تماما و لاحظنا كيف ساهم تلوث الهواء في خطورة الحالات المصابة بفيروس كوفيد. وعليه فإن مؤدى التجربة هي أن الهواء يقتل، ومن ثم فقد ولد معيار جديد بإمكاننا رؤيته على الأوراق النقدية من فئة 100 درهم في المغرب حيث الكثبان الرملية والجمال وتوربنيات الرياح في خلفية الصورة."

   وتحدث سانجوي جوشي Sunjoy Joshi ( الهند) رئيس مؤسسة الملاحظ للأبحاث Observer Research Foundation  عن حالة اللايقين الناجمة عن الوباء وعواقبه الاقتصادية. " فالعديد من الأجهزة الحيوية للعولمة كانت معطوبة عندما ضرب الكوفيد 19 كافة المجتمعات. و لمواجهته كانت ردود الفعل مالية مع القليل من التعاون الشامل.

   سيواصل كل بلد على حدة إدارة الجائحة لمدة طويلة. إننا نتحدث عن عالم ما بعد الجائحة كما لو كنا سنتخلص من كابوس. إننا لن نتمكن من إعادة تشغيل الأضواء بضغطة زر. فالأزمة الاقتصادية ستستمر بالرغم من أن اللقاحات ستجعلنا في مأمن من كوفيد بحلول صيف 2021. فبعض التوجهات ستستمر نحو نزع العولمة وتعميق الفوارق أكثر. كما ستتغير بعض التوجهات الأساسية من قبيل الحركية الدولية وهو أمر جيد بالنسبة لإزالة الكاربون. كما أن الناس لم يعودوا يقبلون بالعيش في مجموعات بؤرية داخل المدن. سينخفض إجمالي الناتج المحلي بنسبة %9 بحلول سنة 2050 مقارنة بما كان عليه الحال قبل الجائحة. كما ستؤدي طرق العمل الجديدة – عبر الانترنت وفي البيوت - على تقليل كثافة استعمال الطاقة في إجمالي الناتج المحلي، وهو مؤشر جيد على إزالة الكربون من اقتصاد الدول. سينخفض الطلب على الطاقة، وهو خبر سار غير أنه لن يكون كذلك بالنسبة لاقتصاد كل البلدان. وفيما يتعلق بالانتقال الطاقي، فإن الأخبار السيئة هي أن هذه الأخيرة لن تقع بالمرة ما دمنا لم نجد الوسائل الكفيلة للتعامل مع ما سينجم عنها -إن الوقت مناسب، غير أن الحكومات منشغلة بمعالجة مشاكل أخرى أكثر أهمية. ومن الناحية المالية، فإن هناك حاجة إلى المزيد من التعاون لتقاسم أعباء الديون، وإشراك القطاع الخاص."

   وبالنسبة لفاليريا أروفو Valeria Aruffo مديرة العلاقات الخارجية لمجموعة التفكير بمركز أبحاث " المبادرة الصناعية للطاقة في الصحراء Dii Desert Energy " فقد كان الوباء بمثابة جرس إنذار حيث ذكرنا بأن تغير المناخ لا حدود له. لقد أدى الوباء إلى تسريع الانتقال الطاقي. إن مجموعة التفكير التي أنتمي لها، ومقرها دبي، ترى بأن التكنولوجيا الجديدة ستؤدي إلى نموذج للطاقة الخضراء."

   وتطرق سعيد ملين مدير الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية (ََAMEE) لمثال المغرب قائلا " فبصفتنا بلدا ينتمي للجنوب و يستورد النفط، أجرينا نقاشا عندما انخفض سعر البرميل إلى أقل من 20 دولار هذه السنة : هل ينبغي أن نذهب أبعد في الاقتصاد الرمادي أم يجب أن ندفع بإصلاحاتنا نحو تحقيق الاقتصاد الأخضر؟ منذ سنة 2005، وضع مؤشر حماية المناخ المغرب في المرتبة السابعة والشيلي في المرتبة التاسعة والهند في المرتبة العاشرة. لقد حقق المغرب أهدافه المتعلقة بالطاقات المتجددة، وحدد لنفسه هدفا يتمثل في بلوغ %52 من مصادر الطاقة المتجددة بحلول سنة 2030 مع إرساء سياسات النجاعة الطاقية في كل القطاعات الاقتصادية." لقد غيرت الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية مهمتها خلال الجائحة لتصبح الوكالة المغربية للاقتصاد الأخضر باعتباره ما يزال يمثل أولوية بالنسبة للمغرب.