Search form

Newsletters

"القدرات الصحية كأداة جديدة للسلطة"

Press Release | November 27, 2020

"العنصرية الممنهجة خلال أزمة كوفيد 19"

تواصلت فعاليات "الحوارات الأطلسية" المنعقدة في إطار دورة هذا العام الافتراضية يوم 24 نونبر بجلسة حول موضوع "الوباء الآخر: العنصرية الممنهجة خلال أزمة كوفيد 19".

ذكرت رئيسة أفريكان دياسسبورا كونسورسيوم، السيدة كاسي فريمان (الولايات المتحدة الأمريكية)، البلدان الثلاثة التي تشتغل عليها منظمتها وتقوم فيها بتجميع البيانات المتعلقة بالعنصرية الممنهجة: "لقد رأينا في الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وبريطانيا العظمى أن وحشية الشرطة وغير ذلك من أشكال العنصرية والبطالة والفقر أكثر حضورا في أوساط ذوي الأصول الأفريقية، أيا كان مكانهم".

 

وذكرت أن الطريقة المختلفة لمعالجة هذه القضايا تقتضي توحيد الأصوات الجماعية لا الفردية، عبر استلهام مثال حركة "حياة السود مهمة" الأمريكية، والتي "أظهرت أنه على امتداد البلدان، يمكن للتضامن أن يسود بطريقة غير مسبوقة". وقد قامت هيئة أفريكان دياسسبورا كونسورسيوم بتحليل التأثير غير المتناسب لفيروس كوفيد 19 على السكان ذوي الأصول الأفريقية بمساعدة أطباء ومتخصصين في أخلاقيات علم الأحياء.

عمال المنازل في البرازيل

استحضرت السيدة أنا باريتو (البرازيل)، مديرة البرامج لدى أفروريزيستانس، وهي للإشارة منظمة غير حكومية مقرها في نيويورك، قصة فظيعة لعاملة منازل وجدت نفسها مرغمة على العمل في البرازيل خلال الحجر وعلى اصطحاب طفلها البالغ من العمر 5 سنوات لمكان عملها بسبب إغلاق المدارس. وبعد أن عادت من جولتها مع كلب الأسرة، وجدت طفلها ميتا بعد سقوطه من طابق العمارة التاسع، لأنه كان يبحث عن أمه وسمحت له ربة البيت باستعمال المصعد بمفرده. وقد ضغطت ربة البيت على زر الطابق التاسع، قبل أن تدعي أن الطفل مسؤول بنفسه عن موته. وقد أدى هذا الأمر إلى ميلاد حركة وهاشتاج #العدالة لميغيل.

 

وأوضحت أنا باريتو: " لدينا 6 ملايين عامل منزلي في البرازيل، 70 في المائة منهم نساء سود"، وأضافت "لقد تم التصريح بهم كعمال منازل خلال فترة الحجر لأن أفراد الأسر الغنية والبيضاء لا يستطيعون غسل أطباقهم بأنفسهم. نتحدث هنا عن مسلسل فاشل وغير مكتمل لإلغاء (العبودية). يمكننا التذكير بهذه القصة، وهي للإشارة ليست سوى مثال واحد من أمثلة أخرى عديدة في البرازيل تبرز كيف يتسبب فيروس كورونا في مزيد من المعاناة لعمال المنازل، حيث مات أحدهم بعد أن انتقلت إليه العدوى من مشغليه الذين لم يخبروه أن نتائج فحوصاتهم كانت إيجابية بعد عودتهم من أحد الأسفار".

المؤسسات ما بعد الاستعمارية والتمرد في نيجيريا

قارنت الرئيسة المديرة العامة لهيئة كونسيليا أدفيزوري من نيجيريا، السيدة توسين دوروتوي، بين بلادها والولايات المتحدة الأمريكية، وقالت: "إن العنصرية هي الخطيئة الأصلية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أضفت عليها طابعا مؤسساتيا طوال 400 سنة. وقد أكدت لنا أزمة كوفيد 19 أنها مازالت موجودة...في نيجيريا، نعاني أيضا من هذه الخطيبة الأصلية، عبر المؤسسات ما بعد الاستعمارية، لأنها ليست في خدمة السكان".

وأوضحت المتحدثة أن هذه الوضعية في صلب حركة آندسارسر في نيجيريا والتي تدعو إلى حل الفرقة الخاصة بمكافحة السرقات، وهي وحدة شرطة نيجيرية متهمة بارتكاب عمليات قتل واغتصاب وتعذيب وابتزاز. وقد ظهر هشتاج #آندسارس على تويتر سنة 2017، ثم برز من جديد مطلع أكتوبر، بعد مقتل شاب على يد الشرطة التي قامت بسرقة سيارته. وأدى إلى ميلاد حركة اجتماعية منذ ذلك الحين.

وواصلت توسين دوروتوي بالقول: "أضحت حركة آندسارس تمردا ودقت ناقوس خطر حدوث ثورة في المستقبل، على غرار حركة "حياة السود مهمة". وأضافت: "لعل الهياكل ما بعد الاستعمارية في نيجيريا غير قائمة على لون البشرة، لكنها تتسبب في قمع مماثل للقمع الذي يعاني منه السود في الولايات المتحدة الأمريكية. إن لها الجدور نفسها. نيجيريا جمهورية سوداء في أفريقيا، لكن كيف سنستطيع التخلص من نظام حكامة فاسد؟".

 

المرافعة من أجل تقوية الجهود متعددة الأطراف

أكد أليكس ت. جونسون (الولايات المتحدة الأمريكية)، رئيس أطقم اللجنة الأمريكية - هلسنكي، وهي وكالة حكومية أمريكية تعمل من أجل النهوض بالتعاون مع 57 بلدا من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، أن التحدي الكبير حاليا مرتبط بالوصول إلى اللقاحات. وتساءل: "كيف يمكننا تجاوز الصعوبات التي قد تعيق وصول ذوي الأصول الأفريقية إلى الرعاية الصحية؟".

 

وأضاف: "كانت المطالبة بالفعل العام لا حصر لها، ومع ذلك كانت الاستجابات الوطنية محدودة، وفي بعض الحالات لم تكن كافية في نطاقها لتأمين المجتمعات. وحدها الالتزامات المهمة المتعددة الأطراف والعابرة للحدود الأطلسية قادرة على تمكين أحفاد المستعمرين والعبيد من الاستجابة لانتظارات المحتجين الذين يملؤون الشوارع عبر العالم"

الصحة العمومية: مجال عمل جديد للمنظمات العسكرية والتحالفات؟

تواصلت فعاليات "محادثات حوارات الأطلسي" المنعقدة في إطار دورة هذا العام الافتراضية من المؤتمر السنوي حوارات أطلسية يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بجلسة حول موضوع "الصحة العمومية: مجال عمل جديد للمنظمات العسكرية والتحالفات؟". وقد أشرف على تسيير هذه الجلسة السيدة كيم دوزيير، الصحفية المتعاونة مع تايم ماكازين والمحللة المتخصصة في العلاقات الشاملة لدى قناة سي. إن. إن.، وتم خلالها التطرق لدور الجيوش خلال أزمة كوفيد 19 وفي الأزمات الصحية القادمة.

أوضح الإيطالي غابرييل كاسكوني، وهو للإشارة رئيس قسم محاربة الإرهاب لدى حلف الشمال الأطلسي، أن منظمته "لم تكن أكثر استعدادا من بقية البلدان والمؤسسات" لمواجهة أزمة كوفيد 19. "لقد توصلنا طوال سنوات بتقارير محذرة من احتمال حدوث أوبئة، رغم ذلك لا يدخل الاستعداد للجوائح والأوبئة في صلب اهتمامات حلف الشمال الأطلسي وغيره من التحالفات. لقد نجحت المؤسسات في العمل تحت ضغط الجائحة والكارثة العالمية. وأصبحنا أكثر استعدادا حاليا".

 

 

من جهته، أكد اللواء الأمريكي باري سوغان، المرشد البارز لدى حلف الشمال الأطلسي بالقيادة العامة للقوات في المتحالفة في أوروبا، أن "ولاية التحالفات العسكرية لا تشمل الاستجابة للأوبئة، حتى وإن كانت قادرة على حشد قواها للقيام بذلك عند الضرورة". وأقر "لقد تأخرنا، كبلدان وتحالفات، في الاعتراف بالطابع المستعجل للجائحة على الصعيد الكوني". وأوضح باري سوغان: "يقال أن إدارة الرئيس بايدن ستكون ذات توجه دولي أكبر. وأعتقد أن الولايات المتحدة ستنضم إلى منظمة الصحة العالمية وستسعى إلى النهوض بالتعاون بين الشركاء والحلفاء عبر العالم".

صرح السيد خوان باتاليمي (الأرجنتين)، المدير الأكاديمي للمجلس الأرجنتيني للعلاقات الدولية، "كنا نعرف أن الأزمة آتية، لكننا حاولنا التقليل من آثارها" على مستوى الوعي. لقد ساهم التحالف الذي يمثله مجلس الدفاع عن أمريكا الجنوبية في عمليات حفظ السلام والعمليات الإنسانية، كما كان الشأن خلال زلزال هايتي سنة 2010. "وقامت الجيوش في المنطقة بتحسين صورتها، وأضحت نسبة الآراء الإيجابية حولها تتراوح بين 60 و65 في المائة، ولاسيما في الأرجنتين والبرازيل، وذلك عبر تقديم الدعم للفئات الهشة والمستضعفة". في المقابل، لازالت فنزويلا نقطة سوداء، "إنها واحد من أسوء الأماكن التي يمكن أن يصاب فيها المرء بكوفيد 19. إن هذا البلد مرشح لاستقبال عملية حفظ سلام لمواجهة كوفيد، لأن الحكومة بصدد الانهيار ويبدو المستقبل قاتما، مع ما يعنيه ذلك من تهديد لدول الجوار".

 

ما تأثير الجائحة على المجموعات الإرهابية؟

جواب على هذا السؤال الذي طرحه السيد كيم دوزيير، أجاب السيد غابرييل كاسكوني أنه لا توجد بيانات إحصائية حول هذا الموضوع. وأضاف: "رغم ذلك شكلت الجائحة عقبة أمام هجمات إرهابية، بسبب تدابير الحجر وعمليات المراقبة البوليسية. من البديهي أيضا أن الجائحة منحت فرصا جديدة للإرهاب، خصوصا مع التطرف والاستقطاب عبر الأنترنيت. أخيرا، تسببت الجائحة في أزمة اقتصادية عميقة، زادت في تفاقم التفاوتات، مما يزيد من مبررات الالتحاق بالجماعات الإرهابية. لكن، بالنسبة للكثير من الإرهابيين، لم تكن الجائحة سوى خطر جديد. حيث واصلوا عملياتهم، كما رأينا في منطقة الساحل".

 

وأوضح باري سوغان أن حلف الشمال الأطلسي أجبر على تقليص أنشطته، مع الحفاظ على مهمة الدفاع والردع، مما أدى إلى انخفاض "مؤشرات وإشارات التحذير المرسلة إلى القيادات العامة". وأضاف: "تجاهلت المجموعات الإرهابية الجائحة، وحاولت الاستفادة منها في المناطق التي يحاولون السيطرة عليها". ويلعب التضليل الإعلامي دور مهما، خصوصا في أفغانستان، حيث يقوم حلف الشمال الأطلسي ببذل الجهود لمواجهة خطاب حركة طالبان.

 

وخلص خوان باتاليمي إلى القول: "سنعيش في ظل فيروس كورونا حتى عام 2023. وجدت العصابات والكارتيلات من أمريكا اللاتينية في الجائحة فرصة. وقد سمحت لمجموعات يسارية في أمريكا الوسطى بنشر التضليل والأخبار الزائفة. على أي حال، تتجاوز أزمة كوفيد 19 المشاكل الناجمة عن الاحتجاجات الاجتماعية. لذلك لا يطرح إشراك الجيش في جهود الاستجابة سوى مشكل واحد: الفساد وليس طريقة القيام بذلك".