العنف القائم على النوع الاجتماعي في الفضاء الجامعي
ما زال موضوع العنف القائم على النوع الاجتماعي لم یفرض ذاته على البحث في العلوم الاجتماعیة في المغرب، ویتضح ھذا من ندرة الكتابات فیه إذ لا نجد عديدا من الدراسات الميدانية التي تقربنا من وضعیة ھذه السلوكات داخل المجتمع والذي أصبح يعرف تناميا لها في الفضاء العمومي ومصدر قلق جعل بعض الفاعلین في المجتمع المدني یشتغلون في اتجاه التحرك لمواجھة الظاھرة.
في الفضاء الجامعي مثلا، شأنه شأن الفضاءات الأخرى، تنال مثل هذه الممارسات التمييزية وغير اللائقة وحتى العنيفة من سلامة الأشخاص وتؤثر في مسيرتهم الدراسية أو المهنية، كما يتمّ تكريس القوالب النمطية المتعلقة بالنوع الاجتماعي، بما يؤدّي إلى إدامة مظاهر التمييز واللامساواة بين الجنسين.
وإذا كانت بعض المجتمعات قد سنت قوانین للحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي، فإن ھذا لا ینفي وجود الظاھرة أو تراجعھا، بل ربما تزایدھا واتساع حدتھا. سنحاول إذن في هذه الحلقة الوقوف على واقع العنف القائم على النوع الاجتماعي في الوسط الجامعي انطلاقا من فرضیة أن ھذا الوسط یتمیز ربما بخصائص لا نجدھا في الفضاء العمومي نظرا لطبیعة الفئات الاجتماعیة المنتمیة إلیه وانطلاقا من فرضیة أننا لسنا أمام ظاھرة مستقلة كحقیقة موضوعیة؛ وإنما یتم بناؤھا اجتماعيا وثقافيا وفق تمثلات الأفراد.
فما هي أبرز تجليات العنف القائم على النوع الاجتماعي في الفضاء العمومي؟ ما هي مظاهر العنف القائمة في الجامعة وآثارها على حقوق الانسان الخاصة بالنساء؟ ما هي التحديات التي تواجهنا لإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي؟ كيف يمكن تجاوز هذه الظاهرة؟ وهل هناك إجراءات فعالة متخذة لتجاوزها؟ وعلى المستوى العالمي، ما هي الأوراش التي تعمل عليها هيئة الأمم المتحدة للمرأة؟ وهل العنف القائم على النوع الاجتماعي ملفا ذو أولية؟
المسيّرة: إيمان لهريش، مسؤولة عن البرامج بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد
المتدخلة: نعيمة بنواكريم، فاعلة حقوقية مختصة في النوع الاجتماعي
Keep me informed